للأبناء حقوق عديدة على الوالدين، ومن أهمها حصوله على تربية صحيحة وسليمة، تعمل على تأهليه ليبدأ حياته بالصورة الصحيحة، وحتى يكون لديه مقدرة على بناء مستقبله على قواعد متينة تجعل منه فرداً ذا فائدة لنفسه أولاً ثم لمجتمعه ووطنه، فالطفل حين ولادته في الحالات العادية يتميز في معظم الحالات بعقلٍ نظيف وخالي من التشوهات، ولديه قابلية للتعلم واكتساب المهارات اللازمة، وبذلك يستطيع الأهل تشكيل الطفل منذ صغره كما يريدون، ومن المعروف أننا نتميز عن باقي المخلوقات الأخرى بالقدرة على التمييز بين ما ينفعنا وما يضرنا.
تعريف تربية الأبناءتربية الأبناء هي تنشئة الطفل، وتشكيل الفكر على نحو مدروس وتكاملي وشامل لجميع الجوانب الحياتية خاصة العلمية منها، ويشمل أيضا المهارات اللازمة لبدء الحياة، وصقل سلوكيات الطفل وعواطفه، وإعطاءه كل الأدوات التي تساعده في حياته .
ولأن تعريف تربية الأبناء يختلف من فرد لآخر، وذلك يؤدي إلى تعريض الأبناء لأنواع من التربية غير السليمة، وفي معظمها تعتمد على أصول اجتماعية غير سليمة، أو تنتج عن عدم الفهم الصحيح لوسائل التربية الناجحة، وهذا ما نراه واضحاً في كثير من الأبناء الذين لديهم العديد من المشاكل التربوية الفادحة في حياتهم، وفي غالب الأمر تقوم بالتأثير على إنجازاتهم ونجاحاتهم طوال مشوار حياتهم العلمية والعملية، وحتى في علاقاتهم الاجتماعية، وهنا تجد الشكاوي المتكررة للأهل من وجود سلوكيات غير مرغوبة في أبنائهم، دون علم الأهل أنهم هم السبب الحقيقي في ذلك من خلال الوسائل التي استعانوا بها في تربيتهم لأبنائهم .
مسؤولية الوالدين في تربية الأبناءمن الفطرة البشرية أن الإنسان يحب أبناءه، ويقوم ببذل كل ما يملك من أجل أن يقدم لابنه التربية والتنشئة السليمة، وهنا تظهر المسؤولية الكبيرة التى تقع على كاهل الوالدين، فالأطفال أمانة في عنق الوالدين، وعليهم التركيز على تربية أبنائهم في المنزل أولاً، وخاصة تربية الأم في السنوات الأُوَلى من بعد الولادة، فقلوب الأطفال النقية مثل المجوهرات الثمينة، وهي قابلة لتقبل كل ما ينقش عليها، فإن تم تعويدهم على الخير والمعروف عملوا به طوال حياتهم ، وكسبوا الدنيا والآخرة، وزاد ذلك في ثواب والديهم، ويمكننا القول بأن للأسرة دورًا فاعلاً في تربية الأطفال -منذ ولادتهم-، وفي تشكيل الأخلاق والسلوك لدى أطفالهم، والإهمال في تربية الأبناء له عواقب وخيمة وفادحة ستظهر على سلوكيات الأبناء خلال مراحل تنشئتهم، وبالذات في مرحلة المراهقة . وعلى الآباء فتح أبواب الحوار بينهم وبين أبنائهم، وهذا يعطي الأبناء ثقة في أنفسهم ثم في أهلهم، ويساعدهم كثيراً في حل المشاكل في المستقبل .
الوالدين وبناء السلوكللأهل وخاصة الأب والأم في إطارِ الأسرة وسائل خاصة للقيام ببناء القيم والسلوكِ لدى أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا، فإن أي ضرر أو مشكلة عند الأسرةِ ستؤثر على سلوك الأبناء، وقد تؤدي إلى إنحرافات في القيم، وهذا الأمر لا يحمد عقباه، فعلى الأهل القيام بالتوجيه السليم للأبناء في اتجاه القيم الصحيحة في إطار الأسرة في البداية، ثم بعد ذلك المدرسة والمسجد والمحيط المجتمعي المحيط به، فالأسرةُ هي التي تقوم بإكساب الطفلَ القيم فَيَعْرِفَ الَحقَ من البَاطلَ، والخيرَ من الشرَ، وَهو يتقبل هذه القيمِ دونَ أي رفض في سنواته الأولى، حيث تقوم عناصرُ شخصيتِهِ بالاتحاد، وتظهرُ ملامحُ هويتِهِ الخاصة على سلوكياته وأخلاقه العامة ؛ وهنا تقع مسؤولية على الأب في تعليمِ أبناءه القيم السامية والأخلاق الحميدة، وعدم التركيز فقط على العمل من أجل الرزق .
أساسيات يجب تعليمها للأبناءالمساواة وعدم التمييز في المعاملة بين الأبناء مادياً ومعنوياً، وعلينا معاملة البنات كالأبناء، ومعاملتهم بصورة متماثلة دون تمييز للأبناء على حساب البنات، ويجب الحرص على إيجاد محيط مستقر، يتربى فيه الأبناء بعيدًا عن التعقيدات النفسية والضغوط من خلال العلاقات الاجتماعية.
أقسام معاملة الأبناءالمقالات المتعلقة بكيف تكون تربية الطفل